نهاية التبعية: فرضية التحالفات المنافسة كخيار استراتيجي لتحرر الشرق الأوسط من الهيمنة الأمريكية" بقلم لمين مساسط
" نهاية التبعية: فرضية التحالفات المنافسة كخيار استراتيجي لتحرر الشرق الأوسط من الهيمنة الأمريكية" في ظل التصاعد المتواصل للصراعات الجيوسياسية، وتفكك مسارات الدبلوماسية التقليدية، يتجدد الحديث عن الخروج من التبعية الأمريكية باعتباره ضرورة وجودية لدول الشرق الأوسط، لا مجرد مناورة سياسية ظرفية. إذ تُطرح فرضية جديدة، مفادها أن السبيل إلى إعادة ملامح السيادة والتحكم في القرار الوطني لدول المنطقة يكمن في بناء تحالفات متينة مع قوى دولية منافسة فعليًا للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وعلى رأسها الصين وروسيا واليابان وحتى دول ناشئة مثل البرازيل والهند. هذه الفرضية ليست مجرد طموح سياسي، بل تعبير عن حاجة ملحّة لفك العزلة المفروضة والهيمنة الاقتصادية الغربية التي ما انفكت تُفرغ المنطقة من قدرتها على النمو الذاتي والتوازن الاستراتيجي. التحليل العلمي لمثل هذه الفرضية يبدأ أولًا بإعادة تعريف مفهوم التبعية، ليس فقط كارتباط اقتصادي أو سياسي، بل كبنية هيكلية تُدار من الخارج، تُبقي القرار المحلي رهين موافقة المؤسسات الغربية ومصالحها المتقلبة. من هذا المنطلق، لا يمكن فهم العلاقة بين دول ال...