المفاعل النووي الذي أخشاه – قصيدة نثرية عن اللذة والخوف
🔝
المفاعل النووي الذي أخشاه
ليس ذاك الذي تهتز له العناوين،
ولا ذاك الذي يتوعدون به المدن،
ليس ذاك المحاط بالأسلاك،
ولا ذاك الذي تحرسه الأصابع المرتجفة.
المفاعل أ الذي يخيفني حقًا،
هو امتلاء نهدك بالحبر،
ذلك الحبر المتربص بي،
حبرٌ يُشبه موجًا أسود،
قد ينفجر في وجهي،
ويغمرني حتى أضيع.
◆ ◇ ◆
حين يغيب تعب نهدك،
تصبح الحانة بلا هوية،
كؤوسها مزخرفة، لكنها خاوية،
النادل يقف بلا ظل،
وصاحبها يبيع الوهم
لمن يجيد الإنصات للخديعة.
الساعة على الحائط كاذبة،
عقاربها تلدغ الزمن ولا تمضي،
تسجل أسماء العابرين ثم تمحوهم،
تغني للأمل بنغمة مختنقة.
◆ ◇ ◆
وحين يغيب نهدك،
أتوه كعابر سبيل في مدينة لا تعرفه،
أبحث عن ظل يشبهك،
عن دفء يشبه ارتعاشة يديك،
عن رائحة تعبك العالق في مسامي.
لكنني أخشى،
أخشى أن ينفجر نهدك بالحبر،
أن تتكسر ضلوعي بين سطوره،
أن تلتهمني حروفه كجمرٍ مشتعل،
وتحرقني في جهنم اللذة... للأبد.
الشاعر/لمين مساسط🇩🇿
تعليقات
إرسال تعليق