نهدكِ لا يوقف الحرب – قصيدة في زمن الركام"


 نهدك لا يوقف الحرب


نهدكِ يا عزيزتي
لا يسد رمق الجوع في غزة،
لا يوقف طائرات تقصف أحلام الأطفال،
ولا يكسر الحصار.
اعذريني،
أقولها بكل وحشية،
بكل مرارةٍ تُشبه الجثث المتناثرة في الأزقة،
نهدكِ لا يساوي شيئًا
أمام الركام،
أمام الأمهات اللواتي يلدن الموت،
أمام الأشلاء التي لا تجد من يلملمها.
نهدكِ النائم لن يوقظ ضمائرهم،
لن يشق البحر،
لن يحرق معسكرات المحتلين،
لن يلقي بحجارةٍ تقلب الموازين.
اعذريني،
إذا نزفتُ شعرًا بدل الدم،
إذا خبأتُ وجهي في القصيدة بدل أن أرفعه سيفًا،
إذا تقربتُ إليها – غزة –
لا لأحمل سلاحًا،
بل لأحملها في نصٍّ يموت على الورق.
أشعر بالخجل،
لأن كلماتي لا تقتل العدو،
لأن نصوصي خامدة،
لا تجرؤ على قذف الصخور،
لأنني مجرد شاعرٍ
يكتب بدلاً من أن يحارب.
آه يا عزيزتي،
نهدكِ الآن
لن ينقذني،
لن يزعزع شهوتي،
لن يُحرك أنفاسي حتى أنتفض.
أشعر بالعار،
لأنني أنقل لكِ هذا الحزن،
لأنني أرى الحرب تحفر فيكِ قبرًا مؤجلًا،
لأنني أعرف أنه في الحرب القادمة،
قد يكون نهدكِ هو الغنيمة،
قد يُسجن،
قد يُغتصب،
قد يُحمل فوق دبابة،
وأنتِ صامتةٌ،
وأنا،
أنا أكتب.


الشاعر/لمين مساسط 🇩🇿

تعليقات

المشاركات الشائعة